142 سنة على مذنّب توفيق  

مذنب توفيق  
مذنب توفيق  

اجتمع فريق من علماء الفلك، صباح يوم 17 مايو عام 1882، في صحراء سوهاج  بمصر للاستمتاع بمشاهدة كسوف كلي للشمس، ولكن بمجرد أن بدأت مرحلة الكسوف الكلي فوجئوا برؤية خط مشرق بالقرب من الشمس، وتم إلتقاط عدة صور له، بعد مرور ساعة، أدركوا ما رأوه  مذنب، وقد عرف بعد ذلك بتسميته مذنب توفيق (X / 1882 K1) و يعرف أيضا بمذنب كسوف الشمس. 

اقرأ أيضاً|19 مايو.. القمر الجديد «محاق ذو القعدة»

ووفقا لجمعية الفلكية بجدة، ذلك المذنب الصغير  جزء من عائلة مذنبات تسمى " كريوتز " أو (راعية الشمس) وهي شظايا من مذنب ضخم تفكك منذ عدة قرون، ويتم رصدها وهي تسقط نحو الشمس عشرات المرات في السنة.

في تلك الايام لم يكن هناك جهاز (كورونوجراف) لرؤية الأجسام القريبة من الشمس ولم يكن أحد يتوقع مذنبًا، لذلك كانت تلك مفاجأة تماماً، ولو لم يكن هناك كسوف كلي للشمس لكان المذنب سيمر دون أن يرصده أحد - وقد كانت رؤيته خلال الكسوف الوحيدة له. 

كشفت صور الكسوف، أن المذنب قد تحرك بشكل ملحوظ  خلال مدة الكسوف الكلي دقيقة و 50 ثانية، حيث كان المذنب يندفع نحو الشمس بسرعة 500 كيلومتر بالثانية تقريبًا.

ورصد المذنب إلى يمين الشمس، لكن فكرة أن يكون هذا الشيء مذنبًا لم تخطر ببال أحد حتى شاهدوا أولى الصور بعد ساعة تقريبًا من الكسوف. 

تمت تسمية  المذنب (توفيق) نسبة إلى الخديوي توفيق باشا حاكم مصر والسودان في تلك الأيام، حيث اجتمعت مجموعات علمية مختلفة بعد الكسوف ووافقت بشكل مشترك على تسمية المذنب "توفيق ... تقديراً لكرم الخديوي السخي".